فعاليات صيف 2025 في مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب تحظى بتفاعل مجتمعي واسع
فعاليات صيف 2025 في مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب تحظى بتفاعل مجتمعي واسع

17 يوليو 2025، دبي، الإمارات العربية المتحدة
اختتم مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدبي فعاليات صيف 2025 التي امتدت على مدار أربعة أيام (8، 9، 15 و16 يوليو 2025)، برعاية كريمة من رجل الأعمال وصاحب الأيادي البيضاء خلف بن أحمد الحبتور، وبمشاركة متميزة من جهات حكومية ومختصين، في خطوة تعكس التزام المركز بدوره المجتمعي في تعزيز الثقافة الدينية والمعرفة الفنية لدى مختلف شرائح المجتمع.
شهدت الفعاليات، التي تنظم للعام الثاني على التوالي، تنفيذ ثلاث ورش عمل تفاعلية، جاءت بالتعاون مع عدد من الهيئات الحكومية، بهدف تمكين المشاركين بمهارات عملية في مجالات الإبداع الرقمي، والإنتاج المرئي، والصحة العامة. ويعد هذا البرنامج الصيفي، جزءاً من استراتيجية مركز الفاروق لتعزيز دور المؤسسات الدينية في التنمية المجتمعية، عبر توظيف الفنون والمهارات الحديثة في خدمة الرسالة الثقافية والدينية.

جاءت انطلاقة الفعاليات بورشة عمل بعنوان “مهارات صناعة المحتوى: من الفكرة إلى التأثير”، نظمت بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وقدمها المستشار سعود محمد حسن الحمادي، استشاري وسائل التواصل الاجتماعي في الهيئة. واستعرضت الورشة الأدوات والأساليب اللازمة لإنشاء محتوى رقمي فعال، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، وكيفية صياغة الأفكار وتحويلها إلى رسائل مقروءة ومرئية مؤثرة، تتماشى مع تطلعات العصر الرقمي وتخاطب مختلف الفئات المستهدفة.
وقال الحمادي خلال الورشة: “صناعة المحتوى اليوم لم تعد ترفاً، بل أصبحت من أدوات التأثير الفعال. تمكين الأفراد من التعبير عن أفكارهم باحترافية هو مفتاح النجاح في العصر الرقمي”.
وتواصلت الفعاليات في اليوم التالي مع ورشة “فن التصوير والإخراج ومونتاج الفيديو”، التي أدارها المصور المحترف عيسى الزاهدي. وقد تعرف المشاركون خلالها على أساسيات التصوير وتكوين الصورة، أنواع اللقطات، تقنيات الإخراج التلفزيوني، بالإضافة إلى مبادئ تعديل الصور باستخدام برنامج فوتوشوب.
وأشاد الزاهدي بالدور الرائد الذي يلعبه خلف الحبتور في دعم مثل هذه المبادرات، قائلاً: “نحتاج إلى دعم دائم لتعليم الجيل الجديد كيف يحول رؤيته إلى عمل إبداعي متكامل. أشكر خلف الحبتور على إيمانه بأهمية هذا النوع من التعليم المجتمعي، الذي يحدث فرقاً حقيقياً في مستقبل الشباب”.
وفي اليومين الأخيرين من الفعاليات، نظم المركز بالتعاون مع مؤسسة دبي الصحية ورشة توعوية بعنوان “أنماط الحياة الصحية”، جاءت في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي الصحي والوقاية من الأمراض المزمنة، وترسيخ ثقافة السلوكيات اليومية السليمة بين أفراد المجتمع.

استهدفت الورشة تسليط الضوء على أهمية الوقاية الصحية كأساس لحياة أفضل، وتناولت عدة محاور شملت: التوعية بالأمراض المزمنة غير المعدية، التثقيف بصحة الفم والأسنان، وأثرها على الصحة العامة وإرشادات غذائية حول التغذية السليمة، ودورها في الوقاية من الأمراض وتعزيز المناعة.
كما أتاحت الورشة للحضور فرصة الاستفادة من خدمات طبية مجانية، شملت: فحوصات أولية (قياس ضغط الدم، مستوى السكر، مؤشر كتلة الجسم)، فحص كثافة العظام للكشف المبكر عن هشاشة العظام، واستشارات طبية في مجالي الصحة والتغذية. وتم خلال الورشة توزيع منشورات توعوية تسلط الضوء على العادات الصحية اليومية، وتحث المشاركين على تبني نمط حياة أكثر توازناً واستدامة.
وأكد القائمون على الورشة أن هذا النوع من البرامج يساهم في بناء مجتمع صحي وواعٍ، يدرك أهمية الوقاية كجزء من نمط الحياة، وليس فقط عند ظهور المرض. وعلق حسن أحمد حسن، مدير العمليات وصحة المجتمع في دبي الصحية، قائلاً: “هذه المبادرات المجتمعية ليست مجرد أنشطة، بل أدوات حقيقية لبناء الوعي وإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. ونحن فخورون بالتعاون مع مركز الفاروق في هذا الإطار”.

وفي ختام الفعاليات، وجه المدير العام لمركز الفاروق عبد السلام المرزوقي شكره العميق للداعمين والمشاركين، مؤكداً أن النجاح الذي حققته النسخة الثانية من البرنامج الصيفي يعكس ثقة المجتمع بدور المركز، وأضاف: “إننا نثمن الدعم المستمر من خلف الحبتور، الذي يرى في الثقافة والمعرفة ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومستنير. مثل هذه الفعاليات تؤكد أن المسجد قادر على لعب دور حضاري متكامل، يجمع بين العبادة والمعرفة، وبين التأمل والعمل”.