الجمهور يسطر حريته في ” آن أوان المحاكمة “

يسطر الجمهور المتواجد في قاعة المحكمة حريته في مراجعة الأفكار والنظريات في التاريخ البشري لما يقرب من 3 آلاف عام عبر رواية الكاتب والصحفي المصري بسام عبد السميع، الصادرة عبر منصة Amazon.com، باللغتين العربية بعنوان “آن أوان المحاكمة” والانجليزية بعنوان”The Time For The Trial” ، لتفتح الرواية بابًا غير مسبوق لمحاكمة الفكر الإنساني عبر التاريخ، وتجمع فلاسفة الشرق والغرب في قاعة ميتافيزيقية واحدة.
يتحدث الجمهور الحاضر في المحاكمة قائلاً: ديكارت أراد أن يثبت وجوده فصنع شكًا لم نستطع تجاوزه، فيما أعلن نيتشه موت الإله فارتعدت القيم، وصرخت الحقيقة: من يرعاني الآن؟، بينما أخبرنا كانط أن الأخلاق لا تحتاج إلى مكافأة لكننا نُربّى على الخوف لا على الحرية.
ويضيف الجمهور: روسو بشّر بالحرية ثم قال إننا في كل مكان مكبّلون، وماركس أراد أن يحرر الإنسان من قيود الاستغلال فحوّله التاريخ إلى ترس في آلة الصراع الطبقي.، وسارتر سلّمنا مفاتيح الاختيار… لكنها كانت أبوابًا بلا خرائط.، وأما فوكوياما فقد أراد أن يطوي كتاب التاريخ… لكننا ما زلنا في الفهرس نحاول أن نفهم: من بدأ الحكاية؟
وتستدعي الرواية أكثر من ثلاثين فيلسوفًا وأكثر من مئة شخصية فكرية وتاريخية، من سقراط وأفلاطون وأرسطو إلى ابن سينا والغزالي وابن رشد وديكارت وروسو ونيتشه وسارتر، وصولًا إلى فوكوياما الذي يقدّم مراجعة متخيلة لأطروحته الشهيرة قائلاً:
“أنا أعيد التفكير كما يجب على كل من كتب أن يراجع نفسه. الديمقراطية قد تواجه خطراً إن لم تجب عن حاجات الروح، وما قصدته بنهاية التاريخ كان نهاية صراع الأيديولوجيات الكبرى لا توقف حركة التاريخ نفسه”.

الرواية تقدّم مجموعة من الوثائق الرمزية غير المسبوقة مثل: ذاكرة الوعي، شهادة ميلاد الشريحة الرقمية، بروتوكول نقل الأعضاء الرقمية، هيئة رفات الموتى الرقميين، التقويم التقني الجديد (364 يومًا – 13 شهرًا)، الإنسان المعزز، وجيل النيوهيومنز، لتطرح سؤالاً فلسفيًا عميقًا: هل يبقى الإنسان حيًّا بوعيه، أم يُختزل إلى ملف رقمي يمكن أرشفته وإعادة محاكمته؟
في إطار فلسفي مبتكر، تطرح الرواية ما يسميه المؤلف “الفلسفة الفسيفسائية”، التي ترى أن الحقيقة الكاملة ليست ملكًا لفيلسوف أو تيار بعينه، بل لوحة من التناقضات لا تكتمل إلا إذا جُمعت أجزاؤها في إطار واحد، لتصبح صورة الحقيقة أوسع من أي يقين أحادي.
“آن أوان المحاكمة” تمثل تدشينًا لتيار جديد في كتابة الرواية العالمية بأسلوب الصحافة الاستقصائية التفاعلية، حيث يمزج النص بين تقنيات التحقيق الصحفي — الوثائق، الأسئلة، الشهادات — وبين البناء الروائي الذي يمنح العمل بعدًا دراميًا وتأمليًا، لتتحول الرواية إلى مسرح فكري مفتوح يعيد مساءلة التاريخ والوعي.
بسام عبد السميع كاتب وصحفي مصري يمتلك خبرة تتجاوز ثلاثة عقود في الإعلام، عمل خلالها في الصحف ووكالات الأنباء والمنصات الرقمية، وأصدر أكثر من 17 كتابًا تنوعت بين الرواية والقصة والفكر والسياسة والاقتصاد والسير الذاتية. حصل على جائزة الإبداع الصحفي (2006) وجائزة الصحافة العربية (2017).